الشاعر الأردني راشد عيسى يحاضر في ملتقى إربد: اللغة العربية ثروة

الشاعر الأردني راشد عيسى يحاضر في ملتقى إربد: اللغة العربية ثروة

أكد الشاعر والدكتور الأردني راشد عيسى، بأن الأمة العربية تملك ثروة قلّ أن تملكها أمّة أخرى: هي اللغة العربية، مضيفا في المحاضرة التي نظمها مساء السبت الماضي الموافق 7 يناير 2017، ملتقى إربد الثقافي بالتعاون مع منتدى عنجرة وملتقى المرأة، بأن العرب لديهم ثروة اللغة العربية، فحين ازدهرت إبان العصر الأندلسي انتبهت أوروبا كما يرى إلى حضارة العربية ضمن ما انتبهت له من منجزات فكرية وجمالية على جميع الصعد لم يحسن العرب استثمارها ولا سيما عندما آلت الحضارة الأندلسية إلى السقوط، تاركة هندسة العمران وجماليات الخط وإبداعات الرسوم والفنون الأخرى إلى من ورثها فأجاد الإفادة منها في تطوير حضارته وفي الزعم أيضا بأن تلك المنجزات هي من ميراث الأجداد الأوروبيين.

وقال في المحاضرة التي أدار مفرداتها الباحث د. خالد الشرايري بأن أهم استثمار حضاري حققه الأوروبيون هو حكايات ألف ليلة وليلة التي كانت منشورة باللغة العربية، فترجموها ورأوا فيها ذخائر من أنماط أدبية جديدة أذهلت الأدباء والمفكرين، فانكبوا على قراءتها وتفكيكها بحيث أثّرت في الأدب الأوروبي تأثيرا عميقاً لم يبلغه كتاب من قبل، منوهاً أن الأوربيين استوعبوها وقلدوها وحاكوها وطوّروا أسلوب التناص معها، وأعادوا إنتاجها كما يعاد إنتاج النفط الخام الآن، فاستنبطوا فنون القصة القصيرة والرواية والمسرحية وأساليب القطع والاسترجاع والمونولوج الداخلي وغيرها من الأساليب التعبيرية.

ولتبيان ما تمتاز به اللغة العربية تلك الأم التي فرّطنا بها وبمزاياها، ذكّر د. عيسى في المحاضرة التي جاءت تحت عنوان “اللغة العربية ثروة مهدورة”، بمجموعة من الحقائق، من مثل: هي الأم التي جمعت شمل أبنائها في قومية واحدة، وهي المنبع الجمالي لفنون الأدب جميعاً، وهي معجزة البيان والشعر، وهي وسيلة الفكر والعلوم والفلسفة، وبها يبني الإنسان العربي شخصيته الاجتماعية قراءة وكتابة وتحدّثا وحواراً، وهي مرآة حضارتنا ومجتمعنا في حضوره العالمي بين البيئات المختلفة.

وقال بأنه لا يسعى في هذه المحاضرة إلى تعداد مزايا اللغة العربية وجدارة استحقاقها على كل الصعد، لكننا نعيش مرحلة عصفت بقوميتنا وفكرنا وثقافتنا، وتكاد تخلع جذورنا، مرحلة تهدد شخصية الأمة بالانهيار، وإذا انهارت شخصية الأمة كما يرى تهدمت لغتها وآلت إلى الشيخوخة المبكرة.

ولقراءة ما وصلت إليه اللغة العربية من ضعف على لسان أبنائها ومنتجهم الحضاري، أورد حالات ماثلة نعيشها في البيت والشارع والمؤسسة وفي قنوات التواصل الاجتماعي وفي المدارس والجامعات، فمثلاً مدرسو اللغة العربية لا يتحدثون داخل الغرفة الصفية بالعربية، ولا توجد لهم حوافز معنوية ومادية، وأساليب تدريس العربية ما زالت تقليدية ولا تقوم على مواجهة النصوص الأدبية وتذوقها، وأن تدريس اللغة الإنجليزية في الصف الأول الأساسي شتت انتباه التلاميذ وأضعف مهاراتهم اللغوية، إلى ذلك ندرة المسابقات والأنشطة الأدبية التي تشكل حوافز لتنمية اللغة، كما نوه إلى قلة الرسائل الجامعية التي تتجه إلى دراسة واقع اللغة وتشخيص ظواهرها تشخيصاً ميدانية عبر الدراسات اللسانية المتواصلة التي تقيّم وضع اللغة العربية.

المصدر: جريدة الرأي الأردنية


إضافة تعليق