قانون قطري لحماية اللغة العربية والنهوض بها

<!--:ar-->قانون قطري لحماية اللغة العربية والنهوض بها<!--:-->
جريدة الشرق القطرية

صرح الدكتور علي الكبيسي، الأمين العام للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية، أن المنظمة أقرت “الخطة الإستراتيجية” و”قانون حماية اللغة العربية”، خلال اجتماع مجلس أمناء المنظمة الذي عقد مؤخراً بالدوحة، مؤكدًا أن المشروع برمته يأتي استجابة للدستور القطري بإعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسمية بالبلاد.
وقال: إن مبادرة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حرم الأمير الوالد “مؤسس المنظمة” تنطلق من الحرص على النهوض بلغتنا الجميلة والجليلة في كل مجالات الحياة، من خلال نشر الوعي بأهمية اللغة العربية، وتغيير الصورة النمطية عنها، والتحلي بروح الإبداع وتغليب مبدأ الابتكار ودعم جهود الترجمة، وتبني البرامج التي تصل باللغة العربية إلى الحضور المؤثر في المحافل الدولية.
وأضاف قائلاً: يجري الآن بلورة توجه إعلامي لاستعمال العربية الفصحى الميسرة والمعاصرة، بالتوازي مع تطوير حوسبة اللغة العربية عبر محركات البحث والقواميس الإلكترونية.

خطة تشغيلية
وكشف د. الكبيسي في أول حوار صحفي له بالمنصب الجديد لـ “بوابة الشرق” عن خطة تشغيلية متكاملة للمنظمة تتوزع إلى ثمانية مجالات، تنبثق عنها برامج عمل ذات فضاء واسع قطرياً وعربياً وعالمياً، منوهاً إلى أن “عجلة” المنظمة دارت من أجل دعم وتشجيع وحماية لغة “القرآن الكريم”، ورفعة شأنها وتطويرها، خاصة في مجالات التعليم والإعلام والتقنيات الحديثة.
النهوض باللغة العربية
وأكد أن هذه المبادرة تؤكد حرص صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر واهتمامها بقضية النهوض باللغة العربية وتطلعاتها السامية إلى أن إنشاء منظمة تتمتع بالثقة والخبرة سوف يسهم في دعم وتطوير كل سبل النهوض بلغتنا العربية، ويعمل على تفعيل دورها في كل مجالات الحياة، وتعكس هذه المنظمة أيضا رغبة سموها في الإسهام المتميز لدعم وتشجيع كل ما من شأنه حماية اللغة العربية ورفعة شأنها وتطويرها خاصة في مجالات التعليم والإعلام والتقنيات الحديثة.
أربعة موضوعات مهمة
وقال إن هناك أربعة موضوعات مهمة وافق عليها مجلس الأمناء في اجتماعه الثالث وهي: أولاً الخطة الاستراتيجية للمنظمة، ثانيًا مقترح مشروع “قانون اللغة العربية”، ثالثًا إجراء دراسة مسحية حول واقع اللغة العربية في الدول العربية، ورابعًا عقد المنتدى الثاني للنهوض باللغة العربية تحت عنوان “التنشئة اللغوية للطفل العربي: الواقع وآفاق المستقبل”، في شهر أكتوبر 2015.
وأضاف أن مجلس الأمناء أعرب عن بالغ شكره وتقديره لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على قرار زيادة عدد أعضاء مجلس الأمناء إلى عشرة أعضاء، فهو دعم للمنظمة، يمد المجلس بتنوع فكري يتيح مجالاً رحباً لتبادل وجهات النظر والإفادة من الخبرات والتجارب العربية والعالمية، من أجل تحقيق أهداف المنظمة.
وقال د. الكبيسي إن المنظمة ستركز في أولوياتها على نشر الوعي بأهمية اللغة العربية، وتغيير الصورة الذهنية التقليدية عنها من جهة، وحمايتها والتمكين لها وتطويرها من جهة أخرى من خلال البرامج والمشاريع والدراسات والبحوث الواردة في الخطة الاستراتيجية.
وعن ملامح الخطة الاستراتيجية قال:
– أولًا لابد من الإشارة إلى أن الخطة الاستراتيجية للمنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية تعتمد على المرجعيات الآتية:
أ – الدستور القطري الذي ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد.
ب – رؤية قطر 2030 والاستراتيجية الوطنية المنبثقة عنها.
ج – توجيهات حضرة صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالمحافظة على اللغة العربية والالتزام بها في كل مجالات الحياة في المجتمع القطري.
د – رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المؤسس للمنظمة فيما يتعلق بالنهوض باللغة العربية واعتبار ذلك هدفا ساميا تسعى المنظمة إلى تحقيقه.
هـ – النظام الأساس للمنظمة. و– نتائج مستخلصة من تحليل الوضع الراهن للغة العربية في قطر والعالم العربي.
ز – نتائج مستخلصة من حوارات مع عدد من الشركاء الذين قابلهم فريق الخطة.
ثانيًا حددت المنظمة منظومة القيم الحاكمة للخطة وهي:
أ – الهوية: وتعني التركيز على ترسيخ الهوية الوطنية العربية الإسلامية والاعتزاز بها مع الانفتاح على الثقافات الأخرى بما يعكس روح التسامح والتعايش مع الآخر دون إقصاء.
ب – الريادة: وتعني السبق والأخذ بزمام المبادرة في تطبيق كل ما من شأنه النهوض باللغة العربية وجعلها لغة تخاطب وبحث وعلم وثقافة مع التحلي بروح الإبداع وتغليب مبدأ الابتكار فيما يقدم من مبادرات في هذا الشأن.
ج – الشراكة: وتعني التواصل والتنسيق مع المؤسسات المناظرة العربية والدولية ومنظمات المجتمع المدني ودعم الجهود المشتركة في مجال النهوض باللغة العربية.
د – المعاصرة: وتعني توجه المنظمة إلى مواكبة التطورات الحديثة في مجال تطوير اللغة العربية والحرص على أن تتسم مبادراتها في هذاالمجال بروحٍ عصرية القالب ميدانية التطبيق مع الاهتمام بشريحة الشباب خاصة.
هـ – العالمية: وتعني تبني البرامج التي تصل باللغة العربية إلى الحضور المؤثر في المحافل الدولية ذات العلاقة والإسهام في جعلها لغة تخاطب في التجمعات والملتقيات العالمية وتفعيل المبادرات الخاصة بنشرها بمنهجية صحيحة داخل تلك التجمعات والمواقع.
ثالثًا: تتمحور رؤية المنظمة حول تأصيل الهوية العربية الإسلامية من خلال تعزيز استخدام اللغة العربية محليا وعربيا وعالميا بأساليب متطورة تناسب متغيرات العصر، وتتجه إلى الحرص على إيجاد نوع من التوازن البناء بين الأصالة والمعاصرة، وبين الإبداع والهوية، وبين ترسيخ التراث الثقافي ومخاطبة الشباب بروح عصرية، وبين تأكيد البدء بالانطلاق المحلي والحرص على الحضور العالمي في المحافل الدولية.
رابعًا: تشير رسالة المنظمة إلى سبب إنشائها وهو النهوض باللغة العربية وجعلها لغة تخاطب وبحث وعلم وثقافة، وتحدد المسار الأكبر لذلك وهو الإسهام المتميز بالإبداع والريادة والابتكار بحيث لا تكرر المنظمة جهود غيرها في هذا المجال.
أما الجمهور المستهدف فهم الناطقون باللغة العربية، والناطقون بغيرها في المجتمع القطري والعربي والدولي، حرصا على تعزيز استخدام العربية ونشرها. خامسًا توزع عمل المنظمة إلى ثمانية مجالات، تمثل أولويات العمل لديها، وحدد لكل مجال هدف استراتيجي عام تنبثق عنه مجموعة من المبادرات تمثل مجموعة من البرامج والمشروعات والدراسات والبحوث التي تحرص المنظمة على القيام بها وفق خطة تشغيلية واضحة ودليل متابعة وتقييم يمكن المنظمة من تنفيذ خطتها وتحقيق ما تصبو إليه من أهداف.
وعن أهم أهداف المنظمة قال د. الكبيسي أن المنظمة تهدف أولًا إلى تأصيل عملية التعليم والتعلم من خلال الارتقاء بأداء المعلم وتحسين مستوى الطالب وتطوير المناهج. ثانيًا وضع التوجه الإعلامي بأشكاله كافة ليصبح أقرب ما يكون إلى استخدام اللغة العربية الفصيحة الميسرة والمعاصرة. ثالثًا القيام بالبحوث وتطويرها في مجال اللغة العربية، واستخدام التقنيات الحديثة في ذلك. رابعًا دعم جهود الترجمة من اللغة العربية وإليها وتعريب المصطلحات العلمية والتقنية. خامسًا القيام بمبادرات تساعد على النهوض باللغة العربية والحث على استعمالها وتشجيع مبادرات المجتمع المدني والأكاديميات والمجامع بهذا الخصوص. سادسًا العمل على تطوير حوسبة اللغة العربية من خلال محركات البحث والقواميس الإلكترونية وأرشفة الوثائق الرقمية. سابعًا العمل على حماية اللغة العربية وتأكيد الاهتمام بالالتزام بها في التشريعات والأنظمة والقوانين كلغة وطنية أولى في المجتمع القطري


إضافة تعليق