مجمع اللغة العربية الأردني يفتتح موسمه الثقافي السادس والثلاثين

مجمع اللغة العربية الأردني يفتتح موسمه الثقافي السادس والثلاثين

افتتح رئيس المجمع الأستاذ الدكتور خالد الكركي، فعاليات الموسم الثقافي السادس والثلاثين للعام الحالي الذي يمتد على مدار شهر كامل بواقع خمسة أيام تحمل خمسة محاور بعنوان: (اللغة العربية والنهوض بالأمة)، وأقيم حفل الافتتاح في قاعة الأستاذ الدكتور عبد الكريم خليفةً، وشاركت فيه نخبة من العلماء والأساتذة. واستهلَّ الحفل بالسلام الملكي وتلاوة من آيات الذكر الحكيم، تبعها كلمة لرئيس المجمع رحب فيها بضيوف المجمع الذي يواصل رسالته في حماية العربية والنهوض بها، ثقافة، وكتابة، ومعرفة، وقاعدة للتقدم والحياة، في صباحٍ خصّ المجمع القدس به، فبرنامج الموسم حاضر، والقدس درّته، إذ سرد على الحضور قصة “حِطّين” من أوائل تموز سنة 1187م والأعداء قد دُفعوا إلى حدودِ الموت عطشاً، وكان صلاح الدين ينتظر مع خيوط الفجر الأولى المعركة المحتومة، إلى أن دخل الجيش المنتصر المدينة في السابع والعشرين من رجب سنة 583 ، ذكرى الإسراء والمعراج.

وتابع الكركي كلمته: “أعود إلى العربية التي تتجمل إن كان الحديث عن القدس، أعود إلى العربية التي ينفضّ كثير من أهلها عنها، ولا يحلو لهم الغش إلا في امتحانات دروسها، ويتشدقون بعامياتهم الرديئة، وهم لا يبصرون في العربية الصبح، والضحى والليل إذا سجى، والشمس وضحاها، والفجر وليالٍ عشر،… بل ضيعوا ثقافتهم بين الأمية والعامية، واللغات الأجنبية، والجامدين والجاحدين، وحروب القبائل والفصائل، وسقوط الهمم، وغياب المروءة التي هي مجمع الصفات الطيبة في الإنسان”.

وأكد الكركي في كلمته على السعي المتواصل إلى إصلاح حال العربية، برغم الرأسمالية الطفيلية التي تغربت، والبرجوازية التابعة التي غيرت جلدها ولسانها، والمستبد الذي أخفى الكثير عن الناس لأنها حرية وعدل ومساواة، والمنافق الذي اخترع للمستبد لغة تناسبه، وصار الطرف الذي خرب العربية يقودنا وهو أعمى، ويخطب فينا وهو أعجمي، ويرسم لنا ملامح المستقبل وهو غافل. وأشار إلى مشروعات المجمع الدؤوبة المستمرة، وإذاعته، ومنشوراته، ومؤتمراته، ولجانه المتوالية، وعمل اللجنة الوطنية للنهوض باللغة العربية خاصة حوسبة اللغة، وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وكتاب الروائع، وواقع العربية في جامعاتنا، وامتحان الكفاية الذي صار واقعاً في مسيرة المجمع، والمسابقات الثقافية والفنية للكشف عن النبيل والجميل في حياتنا العامة والثقافية، وتجسير الفجوة بين الأجيال الجديدة والتعلم، عبر مناهج جديدة نسأل الله أن لا تضل قوافلها الدروب عن الأمة التي لا بد من ترسيخ رؤيتها بأن ما نفعل هو في الأساس “تعليم الحرية للمضطهدين”،  فلهذا نقرأ، ولهذا أمرنا في الكتاب الكريم أن “سنقرئك فلا تنسى”، ومن يصيبه النسيان تضيع من وجدانه العربية والقدس، وقد نتحول آنذاك في المجمع إلى “تعليم العربية للناطقين بها” في زمان عاجز.

المصدر: موقع صحيفة الأنباط


إضافة تعليق