“نحو وصرف”.. الصفحات الإلكترونية غلبت المناهج المملة

“نحو وصرف”.. الصفحات الإلكترونية غلبت المناهج المملة

انتشرت أخيراً صفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تهتم باللغة العربية وقواعدها، وتعدّى جمهور تلك الصفحات مئات الآلاف، ما يؤكد تزايد الاهتمام باللغة وتعلم قواعدها الصحيحة، ومن أبرز تلك المبادرات مبادرة “نحو وصرف” التي يتحدث مؤسسها، محمود عبدالرازق جمعة، عن أسباب نجاح تلك المبادرات.

هل عاد فعلًا الاهتمام بتعلم اللغة العربية؟
نعم، بنسبة ما، خاصة مقارنة بالسنوات الخمس أو العشر الماضية.

ولماذا زاد الاهتمام من وجهة نظرك؟
هناك سببان: الأول أن بعض محبي اللغة العربية وجدوا وسيلة سهلة لنشرها (وسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الإلكترونية). والسبب الثاني أن من كان يجد صعوبة وتعقيدًا في التعليم الرسمي، وجد وسيلة سهلة لتلقِّي اللغة.

تقصد وسائل التواصل الاجتماعي والشرح المبسط؟
نعم، وإمكانية الاختيار وتنوع الوسائل، بعيدًا عن المنهج الواحد الممل، عبر شخص “دمه خفيف” يشرح لعشرات الآلاف في اللحظة نفسها، ووجود شخص مدرك دقائق اللغة واحتياجات الناس الحقيقية في اللغة، ولو لم يكونوا مدركين أنهم يحتاجون إليها. وأيضًا وجود شخص يركز على موضوعات محددة تكون هي المهمة في دراسة اللغة بعيدًا عن الحشو والموضوعات غير المهمة ولا المفيدة.

وما الفرق بين التعليم التقليدي والتعلُّم عبر الوسائط الإلكترونية؟
المعادلة المعكوسة التي حدثت بالنسبة إلى عدد طلاب العلم، بمعنى أنه في الفصول المدرسية عندما يزيد العدد يكون ذلك مؤثِّرًا سلبيًّا، ولكن في صفحات مواقع التواصل تكون زيادة العدد مؤثِّرًا إيجابيًّا. كما أن إمكانية التفاعل الشديد والمستمر على المعلومة الواحدة، يجعل المعلومة شديدة الوضوح. وأيضًا إمكانية الخلاف مع المعلّم، صاحب الصفحة، وحتى اتهامه بالجهل، وقد يكون ذلك حقيقيًّا. وهذا الخلاف بهذه الطريقة غير وارد في المدارس.

دعنا نعُد إلى سبب الاهتمام باللغة العربية أصلًا.
الحقيقة أن الحكاية “رايحة وجاية”، بمعنى أن السؤال الأدق هو: لماذا أصلًا عدم الاهتمام؟ عدم الاهتمام كما قلت، كان بسبب المناهج الجامدة والمملّة وغير المرتبطة بالواقع، والمدرسين غير المؤهَّلين. الآن أصبح لهذه الأسباب بدائل على الإنترنت، فعاد الاهتمام. وأضيف أن ما قوَّى تلك الأسباب أن معظم الوظائف تطلب لغةً أجنبيةً، فأصبح البحث عن قوة اللغة العربية قليلًا.

المصدر: العربي الجديد


إضافة تعليق