هوية اللغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي

هوية اللغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي

دعوات عدّة وحملات مختلفة يقودها ناشطون ومختصون عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للحفاظ على اللغة العربية وتنمية استخدامها بين جيل الشباب عبر هذه الوسائل التي باتت الأكثر استخداما وتفاعلا هذه الأيام.

وبين هذه الدعوات وتلك الحملات حذّر ناشطون من مختلف الطرق التي من شأنها النيل من اللغة العربية، داعين إلى تعميم كتابة الأسماء باللغة العربية وعدم الانسياق وراء خلط العربية بغيرها من اللغات كالإنجليزية أو ما يدعى «بالعربيزي» أو خلطها بالأحرف اللاتينية، الأمر الذي من شأنه تقليل استخدامها وضياع استخادمها وفق الأصول مع مرور الزمن.

الروائية ياسمين الضامن انتقدت تعامل الشباب الأردني والعربي مع اللغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأمر الذي أدى إلى تهميشها داعية إلى إقرار المزيد من الإجراءات للحفاظ على هويتها بين الأمم، مضيفة أن أبرز الانتقادات توجه إلى خلط العربية بالإنجليزية «العربيزي» وهو للدلالة على انبهار الشباب بالثقافة الغربية بحجة أن الإنجليزية أكثر قدرة وأسهل للتعبير من العربية.

وتضيف الضامن أن الكثير أصبح يستخدم العربيزي في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في النشر وكتابة التعليقات مما يسهم في التقليل من استخدامهم للعربية بشكل تدريجي، الأمر الذي يؤثر سلباً على لغتهم العربية ونسيانها في بعض الأحيان، ناهيك عن تباهي بعض الشباب بعدم معرفته لغته الأم بقوله «أنا ثقافتي إنجليزي مش عربي» الأمر الذي نستطيع وصفه بأزمة هوية وخطر على تعلم اللغة العربية للأجيال القادمة.

وتحذر الضامن من الانسياق وراء متغيرات وتطورات العصر، خاصة وأننا مقبلون على استقبال هواتف الجيل الخامس بحلول العام 2020، لكن المهم ألا تكون بديلا عن اللغة العربية وألا تكون سببا في تدهور اللغة الأم لدى الشخص أو أن تولد شعور بأنها اقدر من العربية على إيصال الرسائل وبالتالي عدم استخدام العربية أو استخدامها بشكل خاطئ.

من جانب آخر ينظر أستاذ اللغة العربية في جامعة جازان الدكتور عبدالرحمن القضاة أن لجوء مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى الكتابة بالعاميّة وخلط اللغة العربية بالإنجليزية تهدد اللغة العربية وتكمن الخطورة في توثيقها وكتابتها عبر هذه الوسائل حيث أنه ومع مرور الزمن وتعدد الأجيال قد تشيع هذه الكتابات العامية وتصبح لغة موثقة في مؤلفاتنا وصحفنا الأمر الذي يهدد لغتنا العربية.

إلا أن القضاة يرى إيجابية لوسائل الاتصال الاجتماعي تكمن في طبيعة استخدامها حيث يقول أن هذه الوسائل إذا ما استخدمت بالشكل الصحيح فإنها تعتبر أدوات لتعليم اللغة العربية على أصولها خاصة إذا ما تم الكتابة بالفصحى إضافة إلى خلق أجواء من الاندماج الثقافي حيث يلجأ الكثير من مستخدميها إلى متابعة صفحات الشعراء والكتاب المعروفين الذي يستخدمون اللغة العربية على أصولها.

ويدعو القضاة إلى المحافظة على النمط الفصيح في خطاباتنا وتعريب كتاباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة عبر الفيسبوك ويتساءل لماذا لا نكتب أسماءنا باللغة العربية، وهل يكتب الأمريكي أو البريطاني اسمه باللغة العربية؟

ويختم القضاة قوله بأنه وعلى الرغم من ضعف المجتمع العربي سياسيا واقتصاديا وعسكريا إلا أن وجود لغتنا من اللغات العالمية الست يؤكد أن لغتنا متميزة وعلى كفاءة عالية وذات نظام لغوي ليس هامشيا على الرغم من وجود مئات اللغات في العالم.

الرئيس التنفيذي والمؤسس للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية بلال التل، قال إن ما وصل إليه واقع اللغة العربية بات حقيقة مؤلمة ويظهر ذلك جليا ليس فقط في وسائل التواصل الإجتماعي وإنما أيضا في أسماء المحال التجارية والمطاعم والفنادق إضافة إلى تراجع مساحة اللغة العربية في المناهج الدراسية ، معتبرا أن تقليص مساحة العربية في المناهج الدراسية هو ما أضعف استخداماتها لهذه الدرجة في وسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة.

المصدر: صحيفة الرأي الأردنية


إضافة تعليق