“اللغة العربية في فرنسا” توصي بتوحيد الجهود للارتقاء بلغة الضاد

“اللغة العربية في فرنسا” توصي بتوحيد الجهود للارتقاء بلغة الضاد

شارك مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية في مهرجان سوق عكاظ ضمن فعاليات دورته العاشرة لهذا العام، بندوة عن “اللغة العربية في فرنسا”، يوم الجمعة 9 الموافق 12 أغسطس الجاري، وتهدف الندوة إلى إبراز حضور اللغة العربية في فرنسا في المجالات التعليمية والثقافية والعلمية.

وأوصى المشاركون في الندوة التي شهدتها الخيمة الثقافية، بضرورة تأطير تعليم اللغة العربية في فرنسا في عمل مؤسسي، وتوحيد الجهود البحثية والتعليمية للمتخصصين للارتقاء بلغة الضاد ورسم هويتها التي تعاني من إشكالية الانقطاع في التواصل بين المهتمين في هذا المجال.

وكشف المترجم الفرنسي لوك باربوليسكو عن فجوة كبيرة بين المثقفين والسياسيين والصحفيين ومتلقي اللغة العربية في فرنسا، وهو ما خلق سوء فهم بين الجمهور الفرنسي والعالم العربي، واتضح ذلك جليا بعد الأحداث التي شهدتها فرنسا وبقية الدول العربية مؤخراً، مشيراً إلى أن السياسيين يستغلون الأحداث ويوظفونها بما تخدم مصالحهم، ليأتي الصحفيون ويزيدون الطين بلة، فيما المثقفون والخبراء في موضوع اللغة العربية صوتهم غير مسموع لأنهم غير قادرين على بناء جسور تواصل بينهم وبين المواطن الفرنسي.

وتحدث المفكر الإسلامي الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي أمين معهد ابن سينا للعلوم الإسلامية عن تاريخ ومستقبل اللغة العربية في دول الاتحاد الأوروبي وفرنسا، مشيراً إلى صدور قرارات أوصت بإدماج اللغة العربية في المناهج المدرسية والجامعية، وأن أكثر من 150 ألف طالب في المدارس الفرنسية يدرسون اللغة العربية تحت مظلة الإلكو بمعدل ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات في الأسبوع، وأن 3 مدراس حكومية في فرنسا تعتمد تعليم العربية. وأوضح الدكتور البشاري إن عدد الجمعيات والمراكز الإسلامية في فرنسا بلغت 2800 وأن عدد الطلاب الذين يتعلمون اللغة العربية فيها أكثر من 300 ألف طفل، وأن منع الحجاب في المؤسسات التعليمية العامة في فرنسا دفع بجمعيات إسلامية لتأسيس مدارس جديدة لتعليم اللغة العربية تسمح للبنات بالتعلم بالحجاب، وأن أكثر من ستة معاهد شرعية تفرض في منهجها ضرورة تعلم اللغة العربية ثلاثة منها معتمدة من الحكومة الفرنسية.

ولفت الدكتور البشاري إلى أن البحث عن الهوية الإسلامية يدفع الشباب لتعلم اللغة العربية، في ظل وجود نقص هائل في الكوادر والكفاءات التي تستقبل هذا الكم الهائل من طالبي تعلم اللغة العربية الذين يتجاوزن 500 ألف طالب، مرجعاً أسباب تعلم اللغة العربية إلى حرص العائلات العربية والإسلامية المتعاقبة على تعلم الدين الحقيقي ولن يكون ذلك إلا بتعليم اللغة العربية وتحصين النشء والشباب من التطرف، لإضافة إلى الكساد الاقتصادي الذي شهده العالم في 2008 والذي دفع كبريات الشركات العالمية إلى التوجه للسوق العربية وأجبرها على تعليم منسوبيها اللغة العربية، وكذا ما تشهده المنطقة العربية من أحداث وتطورات جسام ما اضطر المؤسسات البحثية والتعليمية والإعلامية لتعليم منسوبيها اللغة العربية للوصول إلى المعلومة من مصدرها الأصلي.

من جانبه قال الدكتور علي عتيق إن قراراً فرنسيا صدر مؤخراً باعتماد اللغة العربية بشكل رسمي في منهج التعليم العام من العام الدراسي المقبل، مشيراً إلى أن الأحداث التي شهدتها فرنسا في الآونة الأخيرة ألقت بظلالها على الاهتمام باللغة العربية وتعلمها. وأكد عتيق أن مدارس العربية في فرنسا لا تعتمد على مناهج موحدة وواضحة في أساليب وطرق التعليم، وإنها تعتمد على قدرات المدرس ذاته، وأن المدرس هو من يختار محور المقررات، وهو ما أدى إلى وجود فقر كبير في المناهج، وتحدث بتفصيل عن أهم المناهج التي تدرس في المدارس العربية في فرنسا ودورها في حركة واتساع تعليم اللغة العربية.وأثريت الندوة بالعديد من المداخلات لأكاديميين وباحثين متخصصين في اللغة العربية.

المصدر: وكالة أنباء الشعر


إضافة تعليق