«الدوحة الثقافية» تحذر من خروج اللغة العربية من النص

«الدوحة الثقافية» تحذر من خروج اللغة العربية من النص

صدر عن وزارة الثقافة والرياضة القطرية، العدد الثاني والعشرين بعد المائة لشهر ديسمبر 2017 من مجلة الدوحة الثقافية، ثرّاً بمضامينه، ومتنوعا في محتوياته.

واتخذت مجلة الدوحة في عددها الجديد “خروج العربية من النص” قضية للعدد.

ويأتي الاحتفاء بلغة الضاد تزامنا بمناسبة احتفاء منظمة الأمم المتحدة باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، وتمّ إقراره 1973، فضلا عن دق ناقوس الخطر لما يتهددها من مخاطر.

وجاء في توطئة الملف: “القواميس والمعاجم في كل لغات العالم، لم تمنع الناس من أن يطوّروا لغتهم، ويخضعوها لمستجدات عديدة تناسب الحياة اليومية المعيشة، واستخدامها في مجالات العلوم والفنون التي تدخل في سياق الاتصال الجماهيري، كالمسرح والسينما والصحافة وكرة القدم، بل وفي كثير من المهن والحرف، كونها فضاءات تعبّر عن التشارك الاجتماعي”.

وأكدت المجلة على الحاجة إلى سن تشريعات وقوانين ومواثيق زجرية صارمة تغرّم مثلا كل شركة تجارية، أو وكالة دعائية لا تحترم في ملصقاتها الإعلانية اللغة الوطنية، وتعاقب كل من يثبت في حقه أنه يعارض هذه اللغة المنصوص على رسميتها صراحة، وبدون منازع في جميع الدساتير العربية، وسوى هذا من الإجراءات العملية الرادعة لفساد اللغة العربية في الفضاء الإعلامي، وفي دبلجة الأفلام الأجنبية.. وفي الإدارات العمومية.

وفي هذا الصدد، كتب الباحث اللغوي رشيد بنحدو عن “ألف خلطة وخلطة واللغة العربية في ورطة”، مبينا أنه لا يمكن لأي لغة من لغات العالم الحية، أن تدعي لنفسها الاكتفاء بذاتها على نحو يجعلها تستغني عن الاقتراض من الألسن الأخرى، لافتا أن هذا المبدأ إذا كان صحيحا في حال وجود تكافؤ بين لغتين معينتين، تتفاعلان وتتلاقحان بموجبه على قدم المساواة، وهو ما يُعد مصدر ثراء لهما معا، فإنه يكون غير صحيح في أحوال أخرى، خاصة حين تكون لغة ما عرضة لمسخ مقصود من لدن لغة أو لغات أخرى، معربا عن ظنه أن هذه حال اللغة العربية اليوم التي تتعرض من كل جانب لغارات تشويهية هي ما أصبح يُعرَف في الأدبيات السوسيوـ لسانية بـ”التلويث اللغوي”.

وجاءت مشاركة الكاتب سيد الوكيل بعنوان “مثل طائرٍ يطير بجناحين!”، حيث أشار فيها إلى أن القواميس والمعاجم في كل لغات العالم، لم تمنع الناس من أن يطوروا لغتهم، ويخضعوها لمستجدات عديدة تناسب الحياة اليومية المعيشة واستخدامها في مجالات العلوم والفنون التي تدخل في سياق الاتصال الجماهيري، كالمسرح والسينما والصحافة وكرة القدم، بل وفي كثير من المهن والحرف، كونها فضاءات تعبر عن التشارك الاجتماعي.

وعندما شبّه الوكيل اللغة العربية بطائر يطير بجناحين، فإنما أراد أن يبرز أن هذا يمنحها قدرا من القوة والحيوية، بل والتناسق الجمالي بين الجناحين وحركتهما، وهو ما يتجلى في ازدهار اللغة بتعددها بحسب اللهجات التي يتنبّؤُ الكاتب بأن تنتهي إلى (لهجة) عربية موحدة، كما حدث قديما مع الفصحى، معللا قوله بتقارب طرائق التعبير اللغوي على مواقع التواصل الاجتماعي. بينما كتب لونيس بن علي عن “العربية المنتفضة”

المصدر: جريدة الشرق القطرية


إضافة تعليق