الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية مجالات ومسارات بأدبي جدة

الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية مجالات ومسارات بأدبي جدة

قدّمت الدكتورة فاطمة عبدالرحمن باعثمان أستاذة الذكاء الاصطناعي بكلية الحاسبات وتقنية المعلموت بجامعة الملك عبدالعزيز، خلال الحلقة النقاشية التي نظمها النادي، ورقة نقدية بعنوان (الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية مجالات ومسارات) قالت فيها: يقوم بناء عماد أي مجتمع على “اللغة” المستخدمة في جميع فروع العلوم المعرفية، وفي تطوير مهارات التواصل وصناعة الثقافة سواء أكانت لغة إنسانية طبيعية أم لغة برمجية تقليدية، برمجية طورية.

فمن خلال اللغة يتم إنتاج المعرفة، ويتم التواصل الفكري وصياغة العلم والحضارة. ولا يمكن أن يتم انفتاح مجتمعنا العربي على الثقافات والعلوم المختلفة دون دعم التنمية الفكرية والحراك الجاد للترجمة في الحقول العلمية والتقنية والإنسانية الحديثة، أو دون تقنين النشر الإلكتروني باللغة العربية وبناء الخبرات في البرمجيات المتقدمة والبيئات الطورية ودعم البحث والابتكار؛ لتشكيل لغة الحوار المعرفي والتطبيقات اللغوية الإدراكية المعتمدة على المعالجات الحاسوبية وعلم الذكاء الاصطناعي من أجل إنتاج المعرفة باللغة العربية في الوطن العربي.

ومن هذا المنطلق كانت فكرة التمثيل المعرفي للغة العربية، الذي بنيت أساسياته باستخدام مفاهيم علم الذكاء الاصطناعي. ويعتبر البحث في جوهره لغويًا فونولوجيًا، أكوستيكيًا، إحصائيًا، رياضيًا، حاسوبيًا، تم إنتاجه من خلال تصميم نموذجين الأول لكائن لغوي والآخر إحصائي للتنبوات اللغوية، ولسنا بصدده في هذة الورقة.

ويعتمد التمثيل المعرفي المبتكر على عدة نقاط: أولاً: الترميز، وفيه يتم استبدال التمثيل الثنائي، وثانيًا: التوليد والتصنيف، ثالثًا: الربط والهيكلة، ورابعًا: الاختيار الأمثل، وفيه يتم اختصار المقطع اللغوي في اللغة العربية إلى مقطع وحيد. و خامسًا: التطابق والتحقق وسادسًا: الاكتشاف، حيث تبين أن موقع السكون في اللغة العربية لا يمكن إهماله؛ حيث ساهم هذا التمثيل المعرفي في فك طلاسم الاختلافات بين لهجات اللغة العربية، وسابعًا: التصميم والتطوير والثامنة: التطبيق والدمج الزمني، حيث يستخدم نمذجة حاسوبية إحصائية ورياضية للتعرف الآلي على الأصوات العربية.

ولخصت الدكتورة فاطمة باعثمان ورقتها بتناول هذا البحث ثلاثة مسائل مهمة تتعلق بأهمية مفهوم نمو تطوير اللغة العربية على المستوى الوطني والعربي لإنتاج المعرفة من خلال منظور الذكاء الاصطناعي الحديث المعتمد على منهج التعلم بالتحليل والتركيب وأهمية التصميم ودراسة الأنماط السلوكية لإنتاج نظم ذكية، وتسخير التقنية لخدمة اللغة العربية، وإنتاج التطبيقات في ضوء المتغيرات العالمية الملحة للتوجة نحو دعم الهوية والسيكولوجية بخطوات راسخة من أجل مواكبة التطورات الترفيهية والعلمية والفكرية والبحثية العالمية.

المصدر: صحيفة “اليوم” السعودية


إضافة تعليق