“الصوت في اللغة العربية ” بقلم د/ احمد عبد القادر المهندس

<!--:ar-->“الصوت في اللغة العربية ” بقلم د/ احمد عبد القادر المهندس<!--:-->

تتميز اللغة العربية بدقة أسمائها للأشياء، وبثرائها اللغوي، وبجمال ألفاظها ومعانيها. وعلاقة الصوت باللغة العربية علاقة قوية،  فقد استطاعت اللغة العربية أن تعبر بدقة عن أنواع الصوت وقوته وحدته وتدفقه. والصوت فيزيائياً عبارة عن موجات لحركة تذبذبية تنبعث من جسم يتحرك جيئة وذهاباً، وبالطبع تكون حدة الصوت أعلى كلما زاد التردد. وقد تحدث الثعالبي في كتابه (فقه اللغة) وكذلك ابن سيده في كتابه (المخصص) عن دقة اللغة العربية في أسماء الأصوات، وترتيب الأصوات الخفية، والأصوات القوية، واصوات الحركات

ومن الأمثلة على ترتيب الأصوات الخفية ما يأتي:

الرِّز ثم الرِّكز، ثم الهتملة فوقها، ثم الهينمة وهي شبه قراءة غير بينة، ثم الدندنة، وهي الحديث بكلام تسمع نغمته ولا تفهمه؛ لأنه يخفيه، ثم النَّغم وهو جرس الكلام، وحسن الصوت، ثم النبّأة، وهو الصوت ليس بالشديد ويأتي بعد ذلك النامة وهو الصوت الضعيف.

أما أصوات الحركة فيمكن تلخيصها كالآتي:

الهمس وهو صوت حركة الإنسان أو صوته الخافت، وتدل النأمة على حركة الإنسان أو وطء قدميه، أما الهمهمة فهي كل شيء له صوت خفي، مثل الإبل في سيرها على الرمال، والهميس هو صوت نقل أخفاف الإبل في سيرها الحثيث.

وفي ترتيب صوت الرعد يقول العرب إن السماء رعدت، فإذا زاد صوتها قيل ارتجست، فإذا زاد قيل ارزعت ودوت، فإذا زاد واشتد قيل قصفت وقعقعت، فإذا بلغ الغاية قيل جلجت السماء.

إن قدرة اللغة العربية على التعبير عن أي شيء سواء كان مادياً أو معنوياً غير محدود.

كما أن التعبير عن الأسماء الدقيقة للأصوات المختلفة يأتي من قدرتها على تمييز الأصوات ومعرفة مصادرها وانواعها وأسمائها.

 


إضافة تعليق