ثريا فهد الذرمان تكتب: استهداف العربية

ثريا فهد الذرمان تكتب: استهداف العربية

من أبنائها الذين يشعرون بالاستحياء من استخدام اللغة العربية الفصحى في أي محفل عالمي أو في الأماكن العامة كمطعم أو مستشفى أو الأسواق، رأوا أن التحضر هو التحدث باللغة الإنجليزية لتوحي للغير أنه مثقفًا ومبهرًا ومميزًا.

نتسائل من صنع هؤلاء؟!

نحن من صنعهم، نحن أبناء اللغة العربية..

عندما نجد طفلًا أو شابًا أو فتاة يتحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة نشيد له بالإتقان والمهارة الجيدة بالتحدث بهذه اللغة، لستُ في هذا ضد تعلم اللغات الأجنبية وإتقانها، لكن لابد من عمل موازنة

في الاستخدام دون أن تضيع هويتنا العربية.

لغتنا العربية مستهدفة، من أهلها لتحوّلهم من اللغة العربية الفصحى إلى اللغة العامية الدارجة في محيطنا، ماذا لو أطلقنا التغيير من داخلنا ونرد الجميل للغتنا العربية، وننسيها زمن الإجحاف والاستنكار.

نبدأ باستشعار أهمية اللغة العربية، فهي لغة مُحمد «صلى الله عليه وسلم»، ولغة القرآن ولغة أهل الجنة، لنعزز اللغة العربية في دواخلنا ونعقد جلسات حوارية باللغة العربية، مع أهل الاختصاص، وهنا يأتي دور المدرسة والجمعيات الأدبية بتكثيف البرامج التي تساعد على التخاطب باللغة العربية الفصحى لجميع الفئات العمرية والنوعية، مثلها مثل المعاهد التي تختص بتعليم التخاطب باللغات الأجنبية، ويمنح صاحبها شهادة معتمدة بعد قطع عدد من المستويات مستوى أول مستوى ثاني.. وهكذا.

إذا أعدنا تأهيل الأفراد للتخاطب باللغة العربية الفصحى، نستطيع أن نُفعِّل أي مشروع أو مبادرة بشكل صحيح.

لأننا لا نستطيع تحسين الوضع والبنية التحتيه له هشة، لابد من وضع قاعدة صلبة (إعادة تأهيل الأفراد للغة العربية)، ومنها ننطلق.

تخصيص يوم للغة العربية..

وعندما أجد المحافل التي تقام لهذا اليوم جميلة جدا، لكن بعد الانتهاء من الحفل نعود كما كنا للغة العامية، ما أجمل أن نحتفل يوميا باللغة العربية.

لو خصصت وزارة التعليم من حصص النشاط حصة للجميع للتخاطب باللغة العربية، ثم يأتي دور المدرسة في تفعيل المناشط الخاصة، من الأخطاء التي نقع فيها، أبناؤنا يحتفلون وشعارات تردد لكن دون تأسيس..

من الأفكار التي يمكن أن تستفيد منها المدارس، لو فعلنا كل أسبوع قاعدة، مثل قاعدة المبتدأ والخبر في الإذاعة وجميع التخصصات يفعلون هذه القاعدة في الحصص، سواء الرياضيات أو العلوم

أو العلوم الشرعية.. آلخ.

وعند الإتقان ننتقل لقاعدة آخرى وهكذا..

لا يمنع أن أرسخ مفهوم قاعدة تطول أو تقصر المدة فقط على حسب استيعاب الطلاب لها.

كان يوجد مشروع التعلم التعاوني الذي ظهر في إحدى السنوات الماضية، يعتمد على غرس مهارات اجتماعية بجانب المهارت الأكاديمية، ممكن المدرسة تمكث قرابة شهر لإتقان مهارة اجتماعية واحدة، فماذا لو طبقنا ذلك على قواعد لغتنا العربية، وخاصة أن منهج لغتي اختزل جدا، لكن ممكن أن نعوض ذلك بالحلول البديلة.

يأتي دور الإعلام في إعداد برامج تشجع على استخدام اللغة العربية، من خلال البرامج التنافسية التي تستقطب الأفراد من مختلف البقاع، وكل يشارك بقصة أو قصيدة أو طريقة مبتكرة، وتكون على مراحل، ويدخل فيها التصويت وتكون بديلة للبرامج الغير هادفة.

دور الإعلام في إيجاد برامج لتنمية اللغة العربية، أتذكر برنامج المناهل الذي اهتم باللغة العربية

كان له أثر كبير ومحبب لنفوسنا.. لكن أين مثل هذه البرامج؟

دور الأسرة.. قاصر لأن الأغلبية العظمى من شريحة المجتمع تحتاج إلى تأهيل في التخاطب باللغة العربية الفصحى.

فلنتكاتف ولنعيد المجد والكرامة للغتنا الخالدة، فهي أعظم لغة في الأكوان.. لأن أحرفها كلام الله.

مقال رأي للكاتبة ثريا فهد الذرمان نقلا عن موقع “عيون الخليج”


إضافة تعليق