جامعة قطر تنظم المؤتمر الرابع لمناقشة قضايا اللغة العربية

جامعة قطر تنظم المؤتمر الرابع لمناقشة قضايا اللغة العربية

نظّم قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر المؤتمر السنوي الرابع لمناقشة قضايا اللغة والأدب تحت عنوان “النّص العربي القديم في ضوء النظرية النقدية المعاصرة” حيث ناقش المؤتمر هذا العام قضيّة تلقّي النص العربي التراثي في عصرنا الراهن في ضوء التطوّر الكبير الحاصل على الساحة النقدية وأدواتها.

وتضمن المؤتمر 26 ورقة بحثية، ناقشها باحثون متخصصون من داخل الجامعة وخارجها، من بلدان مختلفة منها الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات والأردن ومصر والجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا. وتناولت الأوراق البحثية سبعة محاور في موضوعات مختلفة، تتعلق بماهية النص النقدي القديم ومرجعياته، والمقاربات المعاصرة له، والقراءات المغايرة له، وآليات حضوره في الخطاب الأكاديمي المعاصر، وناقش المؤتمر أيضا تلقي الأنواع الأدبية القديمة (الشعر، الخطابة، الرسالة، الرحلة، المقامة..) من منظورات معاصرة.

وقالت الدكتورة إيمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم في كلمتها: “إن احتضان جامعة قطر لهذا المؤتمر العلمي هو أحد تجليات سعيها لمواجهة تجسير المسافة بين تراثنا وحاضرنا سبيلا لإعادة الوجاهة والاعتبار لهذا التراث من خلال مقاربات علمية جادة ورصينة ويمثل كذلك أحد مظاهر دورها التنويري.

وأضافت: “إننا في جامعة قطر نشجع كلما من شأنه ترقية وتطوير البحث العلمي بما في ذلك احتضان مثل هذه التظاهرات العلمية والمؤتمرات المتخصصة وتوفير كل الشروط والمقومات الكفيلة بخلق فضاء علمي محفز يشجع على الخلق والابتكار وإنتاج المعرفة سبيلا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لجامعتنا وتجسيداً كذلك لرؤية دولة قطر2030 الساعية لوضع قطر على خريطة المصدرين المتميزين للمعرفة”.

وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يحوز مكانة خاصة بفضل طرحه قضية تكتسب أهمية مضاعفة في سياقنا المعاصر حيث قالت: “إنها قضية إعادة قراءة نتاجاتنا الثقافية والانفتاح عليها ومساءلتها عبر أدوات تحليلية جديدة ورؤى منهجية معاصرة ومحايدة، تعي جيداً أنها بإزاء نصوص تتسم بالثراء على مستوى القيم الفكرية والدلالية والإبداعية، نصوص ما زالت في حاجة إلى مقاربات نقدية تكشف عن حدود هذه القيم وآليات التواصل في تراث يتميز بثراء المادة، وتعدد الأشكال، وتباين الرؤى، وجرأة الأسئلة، وتنوع جماليات التعبير، وتعي كذلك أهمية عدم منح هذه النصوص قدسية مجانية تحول دون التعمق في التحليل والحرية في الكشف والإيجابية في التأمل.

وأوضحت أن هذه الفعالية العلمية تشكل فرصة مثالية للباحثين لتبادل الآراء والأطروحات حول موضوع مقاربة النص العربي القديم عبر منهجيات معاصرة تسعى لاستبيان المواقف النقدية والأيديولوجية التي تحكمت في مقاربة الناقد المعاصر للتراث، وحدود النتاج النقدي الذي اتخذ من التراث مادة له.

واختتمت مصطفوي حديثها قائلة “إن جامعة قطر تراهن على مثل هذه الجهود المخلصة في الانفتاح على المنجز المعرفي الانساني الحديث والاستنارة بما تمخض عنه من نتائج وآليات قراءة في استنطاق موروثنا الثقافي والحضاري دون أن يتحول هذا التحديث إلى حداثة مستنسخة تستعير النتائج وتطبقها عنوة على النصوص دون مراعاة لطبيعتها الخاصة وجذورها الفلسفية”.

من جهتها قالت الدكتورة حنان الفياض رئيس قسم اللغة العربية: “إن المؤتمر يستهدف مساءلة النص العربي القديم في وجوهه وأقنعته وتجلياته وأجناسه المختلفة، وكذلك تسليط الضوء على طبيعة الأسئلة الكامنة،والخطابات المضمرة، أو الهواجس المسكوت عنها في مدونة الأدب العربي القديم، الأمر الذي يفضي إلى تقصّي مبلغ تطور أدوات النقد العربي المعاصر في قراءة النص القديم بصفة عامة”.

وأوضحت أن المؤتمر سيقوم باستكشاف الأسئلة الكبرى في النص الأدبي العربي القديم، وتقصّي الأسئلة النقدية والفكرية التي انطلق منها النقّاد المعاصرون في مقاربة النص القديم، والوقوف على المنجز النقدي العربي الذي قام حول النص القديم في ضوء النظرية المعاصرة، وأخيراً بتقديم تجارب نقدية معاصرة تقارب النص القديم من زواياه المختلفة”.


إضافة تعليق