في سابقة وفريدة من نوعها وبعد عمل دؤوب استمر نحو سنتين، أنهى خطّاط لبناني مشروع كتابة القرآن الكريم بأحد أندر وأصحب أنواع الخط العربي والذي يتميز بكتابة كل حرف بستة أو سبعة طرق مختلفة.
محمود بعيون الذي بلغ «ثمانين حوْلا ولم يسأمِ»، وقال إنه أراد أن يفعل شيئا لم يفعله أحد قبله. وأضاف: «كل أنواع الخط العربي يمكن أن تستفيد من التكنولوجيا الرقمية لأن الحروف تتصل ببعضها وتلتقي أفقيا إلا حروف الخط الديواني فهي تُكتب على السطر وفوقه وتحته» بحسب تعبير الخطاط.
وغالبا ما يُكتب القرآن الكريم بالخط النسخي وهو أسهل أنواع الخطوط لتسهيل القراءة والكتابة.
هذا المشروع لم يكن المحطة الأولى في مشوار السيد بعيون الذي درس الخط العربي منذ أن كان فتى يافعا في سن الرابعة عشر.
فقد سبق له وأن كتب أربع مرات وبخط يده كل آيات القرآن الكريم وعددها 6300 آية. وهو يعتبر الخطاط الرسمي في رئاسة الوزراء اللبنانية.
أما عن مصير هذه التحفة الفنية الفريدة، فقد قال السيد محمود بعيون إنه إذا لم يلْق مصحفه الاهتمام الذي يليق به، فيكفبه أن يكون إرثا لأولاده من بعده.
ويتميز الخط الديواني بزخرفاته نظرا لحروفه المستديرة والمتداخلة ما يجعل قراءته ليست بالأمر السهل. وقد سُمَي هذا الخط نسبة لديوان السلطان العثماني. واعتمده الأتراك بشكل رسمي بعد فتح السلطان محمد الفاتح للقسطنطينية وقد استُعمل في كتابة الدواوين والمراسلات السلطانية.