عبدالعزيز المحمد الذكير يكتب: لن تموت اللغة العربية

عبدالعزيز المحمد الذكير يكتب: لن تموت اللغة العربية

قبل أن يختصر التعليم مقرر اللغة العربية في كتاب واحد هو “لغتي” كان الطالب والطالبة يتخرّجان في الجامعة ويستلمان وظيفة ذات بال، وهما عاجزان عن التمييز بين التاء المربوطة، والتاء المفتوحة.

وقد كان ذاك الاختصار – ربما – استجابة مُتعجّلة لدعوات اختصار المقررات التي أخذ البعض ينادي بها، ويكرر الكتابة إلى مسؤولى التعليم الكبار، وإلى المراجع العليا في الدولة، منذ أوائل الستينيات من القرن الميلادي الماضي.

أقول هذا لأنني عملتُ في وزارة المعارف كسكرتير ومُترجم للمرحوم الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ، وزير المعارف آنذاك. عاصرت انقسام الناس من مُربين وخبراء مناهج، بين مؤيّد ومُعارض.

قصدي القول إن الطالب كان ضعيفا في اللغة العربية، رغم ذلك الحشد من المقررات الخاصة باللغة العربية، من نحو وصرف ونصوص ومحفوظات وألفية ابن مالك والمعلّقات في الكليات الأعلى. فكيف ستكون الحال الآن وقد اختصرت المادة إلى مقرر “لغتي”؟

شأن التعليم والتربية والمقررات شأن آخر لا أعتقد أنني مؤهّل للكتابة عنه. لكن أقول إن لدي أكثر من ثلاث حالات، وتخص أقاربنا، فهم تخرجوا في الجامعة وحتى الآن لا تخلو كتاباتهم من الخطأ الهجائي، لذا أقول إنني متأكد من وجود خلل في مكان ما.

أستصعب الآن قبول فكرة كون بعض الخريجين من بعض المدارس مستواهم ضعيف.. إن ما حصل من اختصارات في مقررات اللغة كان نتيجة أخذ ورد وتمحيص وإقرار ومعارضة، ولكن سؤالى يبقى: هل جاء بجدوى علمية تربوية؟ يحتاج الطالب لغته العربية في أبحاثه الجامعية في السنين المتقدمة من دراسته العليا، فهل سيستأجر مُدققا لغويا عن كل إنشاء يُطلب منه؟

“إن جاء زيدٌ أو حضر عمرو.. طب احنا مالنا انشالله ما حضروا”

هذه أهزوجة مصرية رددتها ليلى مراد في أحد المواقف الفنية. ممكن أن تكون واحدة من الأقوال التي “طفّشتنا” من لغة الضاد!

 

مقال رأي للكاتب عبدالعزيز المحمد الذكير نقلا عن صحيفة “الرياض” السعودية


إضافة تعليق