عبدالله الجابر يصدر “الكلام الصحيح فى اللسان الفصيح”

عبدالله الجابر يصدر “الكلام الصحيح فى اللسان الفصيح”

يعد من المصنفين فى طليعة المهمومين بحال اللغة العربية وأحد الغيورين عليها والمدافعين عنها بما حباه الله من فقه واسع فى علم اللغة التى تعد الوعاء الحافظ للرسالة السماوية والمعبر الذى عبرت عليه كل أنواع العلوم وأشكال التراث الإنسانى، وأمام التحديات التى تواجهها لغة الضاد على ألسنة الناطقين بها وليس المتربصين لها، قفز إلى الساحة بمؤلف جديد بعنوان “الكلام الصحيح فى اللسان الفصيح ” الذى استعرض من خلاله العديد من أنواع الاعتداءات التى تقع على اللغة والتى بدت واضحة جلية فى وسائل الاعلام المختلفة وفى لوحات الإعلانات والمكاتبات والمراسلات الرسمية فى جميع المؤسسات العربية، الأمر الذى يمثل انتهاكا واضحا وصريحا للتركيبة اللغوية والجملة العربية، وجاء إصداره الجديد بمثابة حجر فى المياه الراكدة ليلقي بالمسئولية على المسئولين عن اللغة من المتخصصين، وليوجه انظار الادباء والاعلاميين إلى الاخطاء اليومية المتكررة من خلال عمل بحثى يستعرض الاخطاء الشائعة.

إنه الكاتب والشاعر عبدالله محمد الجابر أحد المتخصصين فى آداب اللغة وعلومها، عمل مراجعا للنصوص باذاعة قطر ومحررا بمجلة الدوحة، ورئيسا للشئون الادارية والمالية بمركز التراث الشعبى لدول الخليج ورئيسا لقسم المطبوعات بالمركز ومراقبا بادارة المطبوعات والنشر، ورد إسمه فى معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، نشر اول قصائدة فى بداية السبعينيات بمجلة العروبة وله ديوان مطبوع بعنوان “حبيبتي” واخيرا “الكلام الصحيح فى اللسان الفصيح”.

فى البداية، ما هى دوافعك لإصدار الجزء الاول من مؤلفك “الكلام الصحيح فى اللسان الفصيح”؟

لعل اهم دوافعى من وراء إصدار الكتاب تتمثل فى محاولة تقليل الاخطاء اللغوية، بعد ان وجدت أن الكثيرين من الكتاب والإعلاميين يرتكبون الكثير من الأخطاء التى تمثل اعتداء صارخا على التركيبة اللغوية للجملة العربية، فأردت أن اقدم رؤيتى المتواضعة النابعة من حبى للغة العربية واعتزازى بها ورحلتى الطويلة معها.

هل حرصت على اختيار مصطلحات بعينها وكيف تم اختيارها؟

حاولت رصد اهم الأخطاء التى ترد على ألسنة الناس والمكتوبة فى لوحات الإعلانات والموجودة في المخاطبات الرسمية التى تحتوى على الكثير من الاخطاء اللغوية ثم صححتها.

الكتاب يمتاز بكثرة الأمثلة والشرح فما أهم المراجع التى استندت إليها؟

استندت إلى مجموعة من المراجع الكثيرة والمتنوعة واهمها: القرآن الكريم وبعض المعاجم منها لسان العرب، وتاج العروس والقاموس المحيط والمعجم الوسيط والنحو الوافي ومغني اللبيب والكتاب لسيبويه، والخصائص لابن جني، وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك وشرح المفصل لابن يعيش، ودواوين المتنبي وابن الرومى وجرير وشوقى.

خروج الكتاب على هذا النحو المشكل فى كل كلماته وحروفه يحتاج لجهد كبير فما اهم الصعوبات التى واجهتك أثناء إعداده؟

أهم الصعوبات كما ذكرت تمثلت فى تشكيل الالفاظ والحروف فكل حرف مشكل والكتاب يقع فى 500 صفحة، مما استدعى مني بذل الكثير من الجهد فقلما تجد كتابا مشكلا، وقد تطلب ذلك وقتا طويلا فى الطباعة ايضا لانني خططت الكتاب بيدي في ثلاث عشرة كراسة.

ما هو النهج الذى اتبعته فى ترتيب المصطلحات ليتمكن الباحث من الحصول على مايريد بسهولة ويسر؟

رتبت الكتاب ترتيبا ألف بائيا بحسب شكل الكلمة دون حاجة القارئ الى جذر الكلمة، وذلك بهدف تصحيح المعنى وليس المصدر مع عدم احتساب الالف واللام وعدم الرجوع إلى المصدر.

برأيك ما هي الفئة أو الفئات المستهدفة من هذا المؤلف المتخصص؟

استهدفت كل الكتّاب والأدباء والإعلاميين والناس عامة.

هل ترى أن هناك نقصا فى هذه النوعية من الكتب المماثلة وهل يتم دعم مثل هذه المؤلفات المتخصصة؟

نعم هناك نقص فى هذه النوعية من المؤلفات، اولا بسبب حاجتها للتخصص الدقيق والبحث المضني، وهناك بعض الاصدارات المتخصصة لكنها غير مشكلة، ولا يوجد دعم لهذه الإصدارات المتخصصة التى تعد بمنزلة مراجع للاستفادة منها لاحقا، وقد طبعت هذا الإصدار على نفقتى الخاصة دون أى دعم من أى جهة، فقد كان شغفى باللغة هو الدافع الأساسى وراء الإصدار.

ومتى ستصدر الجزء الثانى من الاصدار الحالى؟

الجزء الثانى لن يكون قبل عامين لما يتطلبه من وقت طويل وجهد كبير وقد بدأت كتابته وسأسعى لاضافة المزيد من المصطلحات الشائعة لتكون امتدادا للجزء الأول وساتبع ذات الطريقة فى ترتيب المصطلحات.

هل تمت مناقشة الكتاب من قبل أحد النقاد أو المتخصصين؟

لقد ناقشني في الكتاب الدكتور عبدالقادر فيدوح بندوة اقيمت في نادى الجسرة الثقافى وأثنى على الكتاب واعطانى ذلك دفعه قوية لإصدار الجزء الثانى، فقد تعرض للإصدار من حيث اهميته فى مجال اللغة، وجمع المادة وتصنيف الخطأ وشرحه، وقال ان مميزات الكتاب تمثلت فى الدقة فى الاخراج واستعمال الالوان وكثرة الامثلة وابداء الرأي فى التصحيح وتشكيل الكلمات والحفاظ على اللغة بوصفها محور الهوية الوطنية.

لديك ديوان شعر أصدرته قبل فترة طويلة ثم تغيبت لسنوات عدة فهل لديك جديد فى مجال الشعر؟

نعم إصدارى الشعرى كان ديوانا بعنوان “حبيبتي” وصدر عام 1987.

من هى الشخصيات التى لعبت دورا محوريا فى تشجيعك على كتابة الشعر واصدار المؤلفات البحثية فى مجال اللغة العربية؟

هناك اثنان لهما الفضل في اصدا كتابي هذا هما الموسيقار الكبير الاستاذ عبدالعزيز ناصر والاستاذ سعد محمد الرميحى، وكذلك الدكتور عبدالقادر فيدوح الذى ادين له بالفضل فى تشجيعى على إنجاز الجزء الثانى من الاصدار الحالى بعد ان أثنى عليه ووصفه بالدقة.

وماذا عن مكانة الشعر لديك وما نوع الشعر الذى تكتبه؟

معروف أن الشعر حالة من الإلهام تأتى فى أى وقت وأى مكان وقد كتبت الشعر فى سنوات وأماكن متفرقة فقد كتبت جزءا من ديوان “حبيبتى” فى قطر وآخر فى لبنان وجزءا ثالثا فى مصر، ولدي العديد من القصائد التى لحنت ولم تدرج ضمن الديوان، والشعر يحتل اهمية كبرى لدي بدليل أننى اهديت الإصدار إلى اللغة العربية بأبيات شعرية.

كتبت عددا من الاغانى فهل برأيك انتهى زمن القصيدة الغنائية؟

لم ينته زمن القصيدة الغنائية فهناك من يؤدونها ويلحنونها حتى الان وإن كان هناك نقص فى القصيدة الغنائية لكن السبب ليس مرجعه للمؤلف ولكن السبب ربما يكمن فى اللحن والجمهور المتلقي، وان كان الموسيقار الكبير عبدالعزيز ناصر مازال يلحن قصائد بالفصحى، وقد لحن لى ثلاث قصائد بالفصحى منها قصيدة عام 1976 بعنوان “اه لو تدري ” وهى إحدى قصائد ديوان حبيبتى كتبتها فى مصر ولحنها الاستاذ عبدالعزيز ناصر هناك ايضا وسجلت بصوت المطرب محمد رشيد،

وقصيدة “كن عذابي” الحان الاستاذ عبدالعزيز ناصر وغناء ناصر صالح، وقصيدة اخرى بالعامية وهى الوحيدة التى كتبتها بالعامية وقد كتبتها تحت إصرار الاخ العزيز الموسيقار عبد العزيز ناصر الذى لحنها فى نفس اليوم أثناء وجودنا فى لندن، بعنوان “إفترقنا والسبب هى الظروف” وغناها ناصر صالح، كما لحن لي الاستاذ عبدالعزيز ناصر ايضا قصيدة بعنوان “تصدق” غناء لطفي بوشناق وقصيدة بعنوان “ترفق” الحان حسن حامد وغناء فهد الكبيسى وكانت لاحدى الجهات الخيرية.

كشاعر ومتخصص فى اللغه كيف ترى واقع المنظومة الثقافية القطرية وماذا ينقصها؟

المناخ الثقافى فى قطر كبير من حيث الندوات والفعاليات ولكن تنقصه الحلول والتطبيقات، فالندوات بمنزلة تشخيص للمرض أما الحلول فهى بمنزلة العلاج فقد كان الإصدار الاخير بمنزلة تشخيص وعلاج، فالندوات تصف مشاكل اللغة العربية، ولكن المنتدين لا يضعون الحلول وقد سعيت لتقديم جزء من العلاج عبر مؤلف “الكلام الصحيح فى اللسان الفصيح” الذى صحح بعض الأخطاء.


إضافة تعليق