مؤتمر في لبنان يبحث قَضايا التداولية العربية

مؤتمر في لبنان يبحث قَضايا التداولية العربية

انعقد مؤخراً في “الجامعة اللبنانية” في بيروت مؤتمر عالمي خُصِّص للبحث في قَضايا التداولية العربية (Pragmatique) من خلال تَدريس مادَّتَيْ الترجمة واللغة العربية، ولا سيما لغير الناطقين بها.

ناقش أكثرُ من عشرين متدخلاً جاؤوا من كندا وبلجيكا وفرنسا ومصر والمغرب وتونس ولبنان البُعد التداولي في تدريس العربية والترجمة منها وإليها، من خلال دراسة أفعال الكلام، والوظائف التواصلية والملفوظات الإنجازية في علاقاتها جميعاً بسياقات الكلام والمُستعمِلين، وذلك حسبما ذكرت صحيفة “العربي الجديد”.

توسّع المشاركون بشكلٍ خاصٍ في تحليل قضايا الازدواجيَّة أو التعدّدية اللغوية التي تميّزُ العَربيَّة (Polyglossie)، وهي سمةٌ ألسنية تَنتُج عنها سلسلة من الصعوبات في عملية الترجمة والنقل. ذلكَ أنَّ الترجمة نحوَ اللغة العربية تَفتَرض وجود جمهورٍ عام يَمتلك نفس الكفايات اللغوية في الفهم والتعبير، وهذا الشرط غَير متحقق بالضرورة في الواقع.

وقد دارت أعمال المؤتمر حول محورين أساسيين، الأول: ازدواجية اللغة وتعدديتها؛ سؤالٌ محيرٌ وَضعَ المشاركين أمام مفارقةٍ كبيرة: أيَّ سجلٍ عربيٍّ نُدَرِّس؟ وأيَّ تَرجمة نختار؟ فمن المعلوم أنَّ أغلبية أفعال الكلام اليومية تجري من خلال السجلِّ الدارج (وإلا فَإنها سَتَفشل).

ومن جهة ثانية، لا تنجزُ بعض أفعال الكلام الرسمية إلا من خلال السجل الفصيح أو الأدبي. وأما الخطابات التي تَمزج ما بين هَذين السِّجِلَّيْن فإنها تتوافر على نمط اشتغالٍ مختلف، وتستحق أن تُحَلَّل بشكلٍ معمّقٍ، خصوصاً الخطابات السياسية والإنتاج الإعلامي والدبلوماسي والخطب الدينية.


إضافة تعليق