مثقفون في معرض القاهرة الكتاب: فاروق شوشة الحارس الأول للغة العربية

مثقفون في معرض القاهرة الكتاب: فاروق شوشة الحارس الأول للغة العربية

نظمت إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ48، ندوة تحت عنوان “شخصيات لها تاريخ.. فاروق شوشة، بمشاركة الشاعر الكبير إبراهيم أبو سنة، والدكتور محمود فهمي حجازي، عضو بمجمع اللغة العربية، والدكتور أحمد درويش أستاذ اللغة العربية.

وقال الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، إن ذكرياته مع الشاعر فاروق شوشة كثيرة والتي امتدت لسنوات طويلة، فكان شوشة يتميز بالقدرة على التماسك، وضبط النفس في مواقف كثيرة تضج بالمشكلات والمظالم خصوصا خلال رئاسته للإذاعة.

وأضاف أبو سنة، أن فاروق شوشة كان بشوشا يبتسم للجميع، وكان واسع الأفق وتميزه بسعة الصدر عندما كان الكثيرون يذهبون إليه لتقديم الشكاوى، وكان يقدم لهم الطمأنينة والمواساة، كان حليما في أقصى لحظاته، وقام بإلقاء عددا من قصائده من ديوان “نخلة الماء”.

وقال الدكتور محمود فهمي حجازي، إنه تعاون مع الشاعر الراحل فاروق شوشة فى عدة أعمال، وامتد هذا التعاون أكتر من 30 عاما، مضيفا أن شوشه كان من أنجح الإعلاميين في الأداء اللغوي، وتعامل مع العربية مثلما يتعامل المثقف الأوروبي مع لغته الوطنية، من خلال معالجة اللغة بطريقة سليمة.

وأضاف “حجازى”، أن البعد الاجتماعي لصناعة المعجم أمر مهم، فاللغة العربية قومية، لابد أن تأخد مكانها في التعليم والإعلام والثقافة، والراحل فاروق شوشة كان أبرز مثال على ذلك، فرغم إجادته للغة الإنجليزية، إلا أنه كان لديه الحرص على الارتقاء والفخر باللغة العربية، موضحا أن الثقافة جزء من الانتماء الوطني، والذي لا يتحقق إلا برؤية ثقافية معاصرة وهى سمة أساسية للعصر.

فيما أكد الدكتور أحمد درويش، أن الجوانب المضيئة في حياة فاروق شوشة سواء في عطائه الفكرى وإنتاجه الأدبي كثيرة وممتدة وتمثل كنزا وزخرا للأجيال القادمة لابد من الاستفادة منها، مشيرا إلى أن شوشة قدم نماذج عملية دقيقة لمفهوم التكوين والإرادة والوصولية والنظرة الدائمة الأعمق لمستقبل الإنسان، لافتا إلى أن الشاعر الراحل فاروق شوشة كان مسلح بالثقافة الشخصية والإصرار، والذى امتد منذ سنواته الأولى في الكلية وأصبح نموذجا مشرفا.

وأضاف “درويش”، أن شوشة ولد شاعرا موهوبا في قرية الشعراء، وظهرت موهبة الشعر لديه منذ صباه المبكر، وكانت هذه الموهبة تدفعه إلى القراءة والإطلاع، والعزلة فوق شجرة بقريته ليتأمل ويطلع على الدواوين فى هدوء، لافتا إلى أنه بعد اجتيازه فترة الثانوية العامة، كان اختياره عكس التيار عندما دخل دار العلوم، لرسالته في الارتقاء باللغة العربية، مشيرا إلى أن الشاعر الراحل اعتبر العربية لغة حية، وليست مجرد لغة تراثية.

المصدر: جريدة اليوم السابع


إضافة تعليق