محاضرة “اللغة العربية التأصيل والمنجز” في مركز كانو بالبحرين

محاضرة “اللغة العربية التأصيل والمنجز” في مركز كانو بالبحرين

أقام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بالبحرين، يوم الثلاثاء الماضي الموافق (28 مارس 2017) محاضرة بعنوان “الفكر اللغة العربية التأصيل والمنجز ” للدكتور عبدالقادر المرزوقي وأدار الحوار الدكتور صباح الجبوري.

وقد استهل الدكتور الجبوري المحاضرة بوصفه اللغة العربية بثرائها وسحرها الذي أبهر الغرب قبل الشرق فهي اللغة التي وسعت القرآن وأشار الله سبحانه وتعالى لها في أكثر من موضع، ثم ابتدأ الدكتور المرزوقي حديثه بذكر أهمية طرح هذا الموضوع لما يراه من محاولات لتهميش اللغة العربية وإحالتها إلى التقاعد ومحاولة مواجهة ما يحاك ضد اللغة العربية كاتهامها بالصعوبة والجمود وكالمناداة بترك الإعراب والتوجه إلى العامية إلى غير ذلك من التوجهات والتي يراد منها زعزعة ثقة الإنسان العربي بفكره وتاريخه وحضارته.

وأشار الدكتور المرزوقي إلى أن هذه الدراسة ليست الأولى من نوعها في هذا المجال فقد تناول البحث عن أصل اللغة العربية الكثير من العلماء بالتحليل والدراسة ونوه أن البحث يقوم على مشكلة جوهرية تتمثل في السؤال حول كيف تحدث الإنسان الأول في الكون وهو سيدنا آدم وزوجته حواء وما اللغة التي بدأ بها التواصل بينهما.

وأوضح إن مفهوم اللغة قائم على مفهوم القصدية وهي حاجة البشر إلى وسيلة تواصل بينهم تعبر عن مقاصدهم الفكرية والحياتية لذا فإن البحث في أصل اللغة بحث شائع، فاللغة هي وعاء الفكر فكيف تكون العبودية دون وجود لغة تواصل بين العبد وخالقه وذلك يدحض الفكر القائل أن اللغة تكونت من حاجة الإنسان الغريزية ومن ثم يتناقض مع قوله تعالى :(وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة) البقر، الآية 31.

ثم تحدث الدكتور عن أصول اللغة العربية وموقعها بين اللغات التي نشأت على مر العصور الماضية وكيف أن اللغة العربية تقع من ضمن اللغات السامية بالقسم الغربي الجنوبي منها, وقسم الدكتور المرزوقي اللغة العربية إلى قسمين العربية الجنوبية والعربية الشمالية المعروفتين عند اللغويين العرب باللغة الحميرية وموطنها اليمن وجنوب الجزيرة العربية وتنقسم إلى لهجتين السبأية والمعينية إما الشمالية فهي لغة وسط الجزيرة العربية وشمالها وهي ما يسمى باللغة العربية الفصحى وقد خلدت بسبب نزول القرآن الكريم بها وتفوقت لذلك السبب.

وختم الدكتور المرزوقي الأمسية بالتأكيد على أهمية تسليط الضوء على أصولنا العربية من خلال اللغة التي حفظت إرث العرب على مدى القرون وشدد على أسباب تدهور و تهميش اللغة العربية وضياعها متمثلا في غياب الحاضنة الحقيقية لممارسة اللغة بدأ من التعليم الأساسي في المدرسة إضافة إلى الغزو الفكري والتقني ووضح أن اللغة العربية ليست مهنة وإنما هي هوية وآلة فكر تعمل على تهذيب البناء الفكري للمجتمع.

المصدر: جريدة الأيام البحرينية


إضافة تعليق