محمد المختار يحذر من ضعف أداء اللغة العربية

محمد المختار يحذر من ضعف أداء اللغة العربية

أكد الدكتور محمد المختار ولد اباه، رئيس جامعة شنقيط وأحد أبرز علماء موريتانيا، «أن واقع اللغة العربية اليوم مدعاة للغرابة والقلق والحزن، إذ إن دورها يتقلص ويتناقص، كما أنها تلهث وراءه المصطلحات العلمية، فلا تبلغ منها إلا النزر اليسير، إضافة لكونها مهجورة في بيتها، تقطع أوصال أدبها وتكسر جنباتها فوق الكراسي والمنابر، وتتهم بالعجز والتخلف والقصور».

جاء هذا التشخيص المقترن بالتحذير في عرض قدمه الدكتور ولد اباه أمام مؤتمر اللغة العربية في إفريقيا الذي أنهى أشغاله للتو في العاصمة الموريتانية نواكشوط.

وأكد الدكتور محمد المختار «أنه من المفارقات الغريبة أن يضعف أداء اللغة العربية، لغة الوحي والتنزيل، هذه اللغة التي تردد آياتها على ألسنة أكثر من مليار من البشر خمس مرات كل يوم، لغة الإعجاز والذكر المحفوظ، وبلاغة من أوتي جوامع الكلم وأفصح من نطق بالضاد، اللغة التي تحتمي بخلود القرآن، ومما امتازت به أننا نقرأ اليوم بها ما يقول أعراب الصحراء قبل عشرين قرناً، وهو ما يزال غضاً طرياً، وهي أيضاً، يضيف ولد اباه، لغة خطاب الإسلام الذي أصل قواعد التشريع، وفصل فروعه وحصل ثماره في أحكامه البينة وحكمه البالغة».

وعن أسباب وعوامل ضعف أداء اللغة العربية، أضاف الدكتور ولد اباه: «لم نتعود على النظر إلى مشاكلنا وجهاً لوجه، بل تعودنا على أن نلقي باللائمة على الغير فيما نعانيه، مبرزاً أن من أبرز أسباب هذا الضعف إخفاق النظم التربوية في إحلال الفصحى محل اللغة الأولى في الخطاب العادي والعملي، وإغلاق العامية دونها البيوت، إذ طاردتها في المدرسة وشدت اللغة الأجنبية عليها الخناق في الجامعة وتركزت الجهود في تضخيم مشاكل كتابتها».

وتوقف المحاضر عند دور اللغات العامية في إضعاف الفصحى، مبرزاً «أن اللغات العامية هي البنات التي تضار بوالدتهن، فالعاميات لا يكتفين بمزاحمة الفصحى في البيت والحياة، بل يضايقنها في الميدان الذي ينبغي أن يكون من اختصاصها كالآداب والفنون، وها هي العاميات تقتحم مجال الشعر والرواية والمسرح، وتكاد تحتكر كلمات الأغاني ونرى في كل هذا تطاولاً وحيفاً على اللغة العربية».

وعن مشكل الكتابة، أوضح ولد اباه «أنه لا جدال في وجود بعض الصعوبات التي تعترض قارئ اللغة العربية إذا لم يكن المقروء مضبوط الشكل، ويريد خصوم الفصحى تضخيم هذه المشكلة لهوى في نفوسهم، فيطلقون الشعار القائل: إن اللغات العادية تقرأ لتفهم وإن العربية تفهم لتقرأ؛ والحقيقة، يضيف المحاضر، أن عملية الفهم والقراءة الصحيحة لا تنفصل في أي لغة، والفهم يتوقف على مستوى من المعرفة يتناول ألفاظ النص ومعانيه كلما تمكن القارئ من اللغة سهل عليه فك رموز الكتابة والتغلب على غوامضها».

المصدر: موقع إنفراد


إضافة تعليق