شعراء المعلقات السبع يتجولون في “كتارا”

شعراء المعلقات السبع يتجولون في “كتارا”

بلباسهم التقليدي الذي يشي بأنهم من زمان غير زماننا، وفصاحة لسانهم التي تتغنى بأبيات جزلة تذكّر الزوار بأجواء سوق عكاظ ومجنّة.. ينثرون القصيد في أرجاء كتارا التي تحتفي بمهرجانها الأول للغة العربية “الضاد” تحت شعار: “نشر اللغة العربية مسؤوليتنا جميعا” خلال الفترة من 11 إلى 15 ديسمبر الجاري.

هم شعراء المعلقات السبع، يؤدي أدوارهم نخبة من ألمع الممثلين والفنانين العرب .. فهذا امرؤ القيس يتباهى بنسبه ومُلك أبيه. وذاك عنترة بن شداد يفاخر بشيمه وأخلاقه وحبّه العذري. وذاك عمرو بن كلثوم يصدح بأعلى صوته ويأتيه الرد من الحارث بن حلزة، معيدين إلى الأذهان تلك المناوشات الشعرية بينهما. وطرفة بن العبد الذي اشتهر بقصيدته التي مطلعها: “لخولة أطْلال ببرقة ثهمد/ تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ”.

ولبيد بن ربيعة الشاعر الشريف الجواد، وزهير بن أبي سلمى، الذي كان يبدو عليه الوقار، لاشتهاره بالحكمة، وتحلّق باقي الشعراء حوله وتوقيرهم لشيبته.

واستقطبت فعاليات “كوميديا بالفصيح”، اهتماما بالغا من قبل زوار “كتارا” ، حيث تضم خمسة عروض مختلفة، يقدمها يوميا نخبة من الممثلين.

وهذه العروض هي: “العلاقات العائلية بين كان وأخواتها” و”علاقة القرابة بينه وبينهن” و”تقليد وتعليق فكاهي على الإعلاميين والمذيعين والمشاهير الناطقين والعاملين باللغة العربية” و”اختلافات وتشابهات اللهجات والمنطوق بين الدول العربية” و”موسيقى الحروف وحروف الموسيقى”، ثم “الخوف من الطائرة ومفردات السفر الجوي”.

وفي هذا الصدد، قال السيد خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على مهرجان كتارا للغة العربية (الضاد):”إن فعاليات المهرجان تعتبر مغامرة وتحدٍّ لأنفسنا قبل أن تكون تحديا للجمهور وللمتلقي، لأن اللغة العربية ارتبطت في المخيال الجماعي وفي الذاكرة العربية بهالة من التقدير، وهو تقدير يستمد مشروعيته من كتاب الله تعالى الذي أنزل باللغة العربية”، مبينًا أنه من الصعب التعاطي مع اللغة العربية بشكل كوميدي يجعلك تحافظ على مكانة هذه اللغة دون أن تشوبها شائبة في مفرداتها أو تركيبها.

ويقدّم العرض عن الطيران الجوي والسفر عبر الطائرة، قاموسا كاملا لمفردات الطيران، بما فيه قاعة الاركاب والصعود إلى الطائرة وشد الأحزمة والقمرة والربان وغير ذلك. ويعطي هذا العرض للأطفال والجمهور فكرة بالعربية الفصحى عن كل المفردات التي درجوا على استعمالها ونطقها بلغات أجنبية، من أجل إيصال رسالة مفادها أن اللغة العربية كفيلة بأن نعبر بها عن مجالات التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وأن تميُّزّ العربية ودقتها ليس شيئا مدهشا أو غريبا.

المصدر: وكالة الأنباء القطرية


إضافة تعليق