ملتقى ثقافي للحفاظ على اللغة العربية بكندا

ملتقى ثقافي للحفاظ على اللغة العربية بكندا

الحفاظ على اللغة العربية التي قدم بها المهاجر إلى كندا ليست بالمهمة السهلة، حيث يميل الجيل الثاني من المهاجرين والأجيال التي تليه إلى الاندماج مع المجتمع الكندي بحكم ولادتهم ونشأتهم فيه، ويتعسر الحفاظ على اللغة العربية لأسباب مختلفة.

ويشغل هذا الهاجس بال الكثير من أبناء المجتمع العربي في كندا ومن بينهم المثقفين والأدباء العرب، الذين -رغم إتقانهم للغات هذا البلد- يعبرون عن أفكارهم وإنتاجهم الأدبي بلغتهم الأم العربية، وهذا ما دفع مجموعة منهم وعلى رأسها الشاعرة والأديبة الكندية اللبنانية رندة رفعت شرارة، إلى تبني فكرة إنشاء الحركة الإبداعية في مدينة مونتريال بمقاطعة كيبيك الكندية، مع الشاعرين جويل عماد وجان كرم.

تقول الشاعرة رندة “بدأت الفكرة والعمل عليها منذ سنوات، ولكن تم إطلاقها فعليا عام 2017 كحركة أدبية تعنى بالثقافة والشعر والأدب العربي، وضمت خلال لقاءاتها العديد من المثقفين والأدباء والموسيقيين من أصول عربية، جمعهم هدف مشترك هو مشاركة الإبداعات الفردية المتنوعة وباللغة العربية، وكذلك الحفاظ على لغتنا وتوريثها إلى أجيالنا الكندية العربية من خلال مشاركة كل منا بإنتاجه الأدبي وباللغة العربية”.

وتضيف رندة “رغم أننا نحب كندا وهي بلدنا الثاني، لكننا نعيش حنينا دائما إلى بلادنا الأم، وهذا يساهم في إنتاج الكثير من الإبداعات الأدبية التي تعبرعن مكنونات المهاجر ومشاعره وأحاسيسه، حيث نحرص على تداول نتاجنا كمجموعة أدبية، إضافة إلى محاولاتنا الدائمة لإشراك الشباب الكندي العربي لتعريفه بلغته الأم وتشجيعه على تداول اللغة العربية قراءة وكتابة”.

وتتابع “نحرص أيضا على تعريف المجتمع الكندي على نتاجاتنا الأدبية التي ننشرها على صفحاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد وجدنا أن الكثير من أصدقاء الصفحة الكنديين يقومون بترجمة النصوص ومحاولة فهم ما أردنا أن نعبر عنه في هذه النتاجات الأدبية، ويقومون بالتعليق عليها سواء باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وهذا ما يساهم في تحقيق التواصل مع مختلف الثقافات العرقية وتعريفها على ثقافتنا العربية”.

ويشارك في اللقاءات -بحسب رندة- شباب كنديون من المغرب العربي واليمن والسودان والعراق ولبنان ودول عربية أخرى، وتقول الشاعرة “نكرر توصيتنا لهم بضرورة الحفاظ على اللغة العربية في المهجر كإرث ثمين تقع عليهم مسؤولية نقلها إلى الأجيال القادمة”.

أما الشاعر جويل عماد -وهو أحد الثلاثة المؤسسين للحركة الإبداعية- فيرى أن مشاكل العالم العربي وما تعانيه بعض البلاد العربية من حروب ونزاعات أهلية، ينعكس على العرب في المهجر مما يسبب التقوقع، “فيبحث كل واحد من المهاجرين عن أبناء طائفته أو مذهبه أو بلده، وهذا يحدث شرخا كبيرا ويمنع من أن يكون للعرب كلمة واحدة أو أن يتفقوا على إيصال ثقافاتهم إلى المجتمع الكندي من خلال ملتقى عربي يضم المثقفين والأدباء العرب في كندا”.

المصدر: الجزيرة نت


إضافة تعليق