مبادرة كويتية للارتقاء باللغة العربية

مبادرة كويتية للارتقاء باللغة العربية

لم تمنعه إصابته بداء شلل الرعاش “باركنسون” من المضي قدما في استحداث طرق غير تقليدية لتعليم اللغة العربية للأطفال بصورة محببة إلى نفوسهم.

الكويتي حمزة الخياط (62 عاما)، عمل مدرسا للغة العربية في مدارس وزارة التربية لمدة 20 عاما قبل أن يتقاعد، وينشئ “مركز الإبداع اللغوي”، ويضع كتابا بعنوان “الموسوعة الإملائية للصغار”، وعن ذلك يقول “قناعتي هي أنني إذا لم أعمل شيئا غير مألوف، فأنا لا أستحق الحياة، لذلك تأقلمت مع حالتي المرضية، واستمررت في المسار الذي رسمته لنفسي”.

ويضيف “بدأت قصتي عندما ابتُعثت للتدريب مدة عامين في ألمانيا الغربية كلاعب ومدرب لألعاب القوى في أحد منتخبات الكويت، ولأنني أحب مهنة التدريس، فقد كنت أحرص على حضور بعض حصص المرحلة الابتدائية بالمدارس الألمانية، فأذهلتني طرق التدريس التي تتبناها تلك المدارس، والتي جعلت همها تنشئة طفل يفكر في المستقبل ليفيد بلده ومجتمعه، وليس لمجرد السعي للحصول على شهادة كما عندنا”.

في عام 1997 أسس الخياط “مركز الإبداع اللغوي” بمساعدة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، واتبع طرقا جديدة لتعليم اللغة العربية أثمرت تحقيق أغلب الطلبة معدلات فاقت 95%.

يتهم الخياط كتب ومناهج اللغة العربية بالقصور، وخلوها مما يجذب الطفل لدراستها، ويتابع أن كل الكتب العربية الموجودة على الساحة لا تتعدى الإثارة العقلية فيها 5%، وهذا بالطبع لا يجذب طفل اليوم الذي تستقطبه الألعاب الحديثة والأجهزة اللوحية والإنترنت، هذا بالنهاية يجعله يرى في دراسة اللغة العربية شيئا ثقيلا على نفسه.

ولتحبيب اللغة العربية لنفوس الطلاب، وضع الخياط الموسوعة الإملائية للصغار سيُتبعها بمؤلف آخر بعنوان “تعلم الهمزة من حمزة”، ومؤلف ثالث يستهدف الأطفال في مرحلة الروضة.

ويرى الخياط أن تعليم الأطفال المهارات الإملائية لم يتغير عما كان عليه قبل 200 عام، فالمعلم يقف في الصف ليلقي على التلاميذ فقرة ليكتبوها، وهو أسلوب لم يعد مجديا، ولذلك فقد اعتمدت في الموسوعة الإملائية على الإثارة والتشويق والتعليم غير التقليدي.

التقى الخياط برئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح الذي أثنى على الموسوعة وتبنى طباعة 100 ألف نسخة منها على نفقته لتوزع على الأسر الكويتية، الذين اصطف أربابها بالآلاف ليحصل كل منهم على نسخة لأطفاله، حتى أنه جرى توزيع أكثر من 2500 نسخة في أول ساعتين من الأسبوع المخصص لتوزيعها.

وقال سيف السهلي، وهو أحد الذين حصلوا على نسخة من الموسوعة، “هي فرصة لا تعوض، فبالنظر إلى أساليب التدريس المتبعة في المدارس، نجد أن مؤلف الموسوعة قد أنقذنا من ناحية سهولة المناهج، وسهولة توصيل المعلومة للطالب”.

المصدر: الجزيرة


إضافة تعليق