أحمد جمال الرويح يكتب: حلاوة وأهمية لغة الضاد!

أحمد جمال الرويح يكتب: حلاوة وأهمية لغة الضاد!

في هذا الزمن، معاشر الآباء والأمهات عندما يرون أطفالهم الصغار يتحدثون ويكتبون ويقرأون لغتهم الأم بامتياز، وفوق هذا يجيدون لغة ثانية؛ كالإنجليزية ـــ على سبيل المثال ـــ فهذا الأمر يفرحهم ويسعدهم. وبالتالي، ما أجمل أن نكرّس جهودنا ونشمّر عن أيادينا نحن كمهتمين وأولياء أمور بالحفاظ والتمسك بلغتنا العربية الجميلة، وذلك بنشر جمالها، وتحبيب الغير فيها، فهي لغة القرآن الكريم، ولغة الإسلام، ولغة أهل الجنة، وحديث رسول الأنام (عليه أفضل الصلاة والسلام)، ولهذا أقر الدستور الكويتي في مادته الثالثة أن لغة الدولة الرسمية هي اللغة العربية.

ومن هنا، الإحصاءات العالمية تشير إلى أن اللغة العربية من أكثر اللغات انتشاراً على مستوى العالم، وإلى جانب هذا الانتشار الطاغي، إلا أنها تعتبر من أصعب اللغات في تعلمها.

يذكر العلماء اليوم أن هناك كثيراً من اللغات انقرضت وضاعت، ولكن الله سبحانه وتعالى بشّر المسلمين في القرآن الكريم بأن اللغة العربية محفوظة، وستبقى إلى يوم الدين.

على كل حال، كيف ننهض باللغة العربية؟ أذكر ها هنا بعض النقاط المختصرة:

– تجربة طريقة تسمى «التدريب بالانغماس»، بمعنى: أن ينغمس الطالب في اللغة التي يقصد دراستها، فيمضي الساعات الطويلة في القراءة والتحدث والكتابة بهذه اللغة، ولا يلجأ إلى لغته الأصلية التي يتقنها إلا عند الضرورة.

– تحديد يوم واحد للتكلم فيه باللغة العربية الفصحى، من غير الحديث باللغة العامية، ولا أن يتقعر المتكلم في كلامه، بل الوسط بين هذا وذاك، ولا ننس ــ كذلك ــ تذوّق النص الأدبي والشعر عن طريق تراثنا العربي الزاخر، مثال: «مودتي لخلي تدوم»، اقرأها بالعكس.. حقّاً، ما أحلاها من لغة.

– التقليل من استخدام اللغات الأجنبية، ويُستبدل بها «العربية»، قدر المستطاع، بدلاً من نطق كلمة Ok في كل مرة، نقول كلمة «تمام أو حسناً»، وأيضاً نتعود أن نحيي الآخرين بتحية الإسلام، فلا يصح أن تبدل هذه التحية المباركة بعبارات أخرى؛ مثل: صباح الخير، أو «هاي»، وتحية الإسلام، هي: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، فمن قالها كُتبت له ثلاثون حسنة.

– اهتمام الجهات التي بإمكانها أن تعيد للغة العربية مكانتها، مثلاً مؤسسات التعليم باختيار المعلمين الأكفاء، الذين يعرفون العربية، ولا يلحنون، أي يخطئون في بعض كلماتها أمام تلاميذهم، والمؤسسات الإعلامية أيضاً، والأسرة التي لها دور كبير في تحبيب المفردة العربية لأبنائها.

ختام القول، سعيت في هذا المقال إلى أن أسلّط الأضواء على أهمية لغة الضاد في حياتنا كعرب، ودورنا وواجبنا نحن كأفراد ومؤسسات أن نعتني باللغة الشريفة من التشويه والاندثار، لتكون هي أم اللغات الكبرى في العالم أجمع، وهي لا تزال كذلك، والله الموفّق.

مقال رأي للكاتب الكويتي أحمد جمال الرويح نقلا عن صحيفة القبس الكويتية


(1) تعليق


  • نشوان العصلي

    أشكر كل من اشترك وساهم وشارك في هذه المجلة

    رد

إضافة تعليق